الأربعاء، 17 ديسمبر 2008

البعد أضناني.............



سيدي....أضناني البعاد....أذلني...كفاك هجراً ....فنبر صوتك في دمي ...يهزني... يمزقني...لا شك انه قاتلي...
وطيفك لا زال يطاردني....يفجر صرخة أحزاني...يلهب دمع مأساتي.....يُنشدني هل من وصالِ...؟؟
قالها وصَمَتْ...!! ماذا بعد..؟؟
يا قاتلي باللحظ ماذا تنتظر..؟؟ أجهز بثانية على المقتول...ذاك الذي يحاول إحصاء المرارة والشق الجارف نحو المجهول...
اخبرني يا قلب بما تتمنى قبل فوات الأوان..؟؟
اخبرني لِما تنزف طيراً ينشد حلو الألحان..؟؟
اخبرني يا قاتلي لِما احتللت كامل المكان..؟؟ رغم انه متواضع بسيط....أسقيته مرار الحرمان..
اخبرني أين يمكن أن أراسلك بعدما أضعت العنوان...؟؟
اخبرني كيف يضيع الحب بعدما كنت في قرار العين أغلى إنسان..؟؟
اخبرني هل كنت ألمس الخيال وأحتضن المُحال...؟
اخبرني يا جنة القلب وبركان النار...؟
كيف تنبثق أبجديات اللغة من حروف اسمك.....
وكيف لي أن أهزمك بعدما احتللت مفردات لغتي...من الألف إلى الياء...ومن الضمة إلى السكون..
أخبرني كيف لي أن أمحو حبك المكتوب في نظرة عيوني...؟؟
اخبرني كيف لك أن تعيش كل هذا لوقت بدوني...؟؟
كيف لك أن تتركني أنام في العراء رغم أني جعلتك للقلب كل النزلاء...؟
لِما....؟؟ فأنا أقيم بالمجان...أم هل ما عاد يتسع لي المكان...؟؟
لِما كل ذلك...؟؟..... ولِمَ كل هذا البعاد..؟؟
فقد كنتُ ذاك القمر الدافئ في عالمك البارد
كنتُ شمسك والنساء من حولي كواكب..
كنتُ ممحاة أحزانك في زمانك الجائر
كنتُ الشمعة المنيرة لدروب أيامك...
آآآه من ذاك البِعاد...
اكذب عليك إن قلت أن غيابك شئ عادي
اكذب إن ضحكت والجرح يتوسط ثنايا فؤادي
اكذب إن كرهتك وبعثرت أوراقنا في هذا الزمن الرمادي
اكذب إن سلوتك وحرمتك عطف ودادي
اكذب إن هجرت نهرك وحرّمت عليك مذاق سهادي
فما عاد جنونك يغمرني...ولا حلو عناقك يدفيني....
ولا قبلاتك تمطرني...وهمس الطيب تهديني...
عذرا...قاتلي...فانا لا أريد أن تشفق على حالي....ولا أستجديك وصالي...ولكن البعد أضناني...
فلا بأس عليك....
تجاهل كلماتي.....وجابِه اعترافاتي.....واهمس " احبك " مع النسمات...تطبب بها نزف جراحاتي....


الخميس، 11 ديسمبر 2008

زائر المساء


جاءني زائر المساء.... كمسافر عَطِش في صحراء... يبحث عن واحة أو قطرة ماء....
جاءني ليعصف بجنوني... ليلّون أوراق فتوني... ويحتضن سرير الهوى من بعد جفاء...
جاءني الزائر .. المهاجر... المسافر... من أقصى البقاع... محمّلاً بالأمطار... وبرد الشتاء...
جاءني بعهد الاندماج.... والانصهار... بعهد اللاقانون.... واللامعهود... بعهد الحب والوفاء...
جاءني مجتاحاً ما تبقى من بقاع... متوغلاً حيث المجهول... ومن بعد تعب رفع راياته الحمراء...
جاءني ليعلن استيطانه الدائم... استيطان لا تحرير بعده... وأي حرية ستكون بعدما أشعل السماء....؟
آه من ذاك المساء... آه من شوقي لتكرار جنون الأبرياء.... آه من شوقي لطفلٍ في الأحشاء...
جاءني زائر المساء... متعباً... مرهقاً... رامياً أعباء زمنٍ قاسٍ على جسدٍ ناعم الأنحاء...
جاءني رافضاً كل الأقدار... وكل الأحوال... سابحاً في الظلام... مخترقا التلال... ليحتضن النور والضياء...
جاءني زائر المساء... ليخبرني بشوقهِ الحارق... وحنينه الجارف.... ليردد أحبك أحبك حتى الفناء...

الخميس، 4 ديسمبر 2008

صوتـــك....


صوتك يا قمري حنين بنكهة الحرمان....فراق بطعم اللقاء....
صوتك عشق للمجهول....عذاب غربة بلا سفر....
صوت كظفائر الشمس للفجر يبوح...كعطر ملاك وبالطُهر يفوح....كفراشة عشق على المحراب....
كورد سلام لا يعرف طعم الجروح....
صوت يجتاح قلبي كموجة بحر هادئ.... لترسل الدفء لقلب أضناه البرد...
صوت يبعث لقلبي حب بلا كلمات..... يرسم على النسيم أحلى القُبلات..... يسطر على الغيمات أروع الروايات...
صوت يخفق بحبٍ جارف متناقض الترددات ....
صوت غافٍ في جنات العشق بين أطياف السحاب...كابتسامة الفجر ....كبكاء المساء....
صوتك مناجاة السماء عبر المسافات....وسط الورود
صوتك يشعل نيران شوقي لعناقك....لأجهش بالبكاء كالأطفال في حضنك....
صوتك قيثارة عشق داعبتني وقت السهاد....أغنية بأحلى الأهازيج على وقع الخفقات...
صوتك وعدٌ يبلسم كل الجراحات..فرشاة فنان ترسم لي أحلى الضحكات....
صوتك كان صبري الكبير على العيش في اكبر مأساة....
صوت كان يمطرني بشذى الياسمين...صوت بنكهة القهوة.....صوت يحمل في طياته غناء فيروز الملائكي....
صوت برائحة المطر....معشّق كإطلالة القمر وسط السماء....
صوتك ميلاد حب في ارض الشتات...
ومنذ ثلاثين يوم ....غاب ذلك الصوت....وارتحل
غاب الياسمين....وحمل في ركابه...قهوتي الصباحية...وأمطاري السنوية....وفيروز الملائكية..
حتى القمر....ما عاد يُقبّل حروفي من الثغر....
كما في السابق قد فعل...
فهل صوتك فعلا قد ارتحل....؟؟ وسأعيش على أطيافه حتى الأزل...؟؟!
أم انه سيعود للقاءٍ في يوم منتظر..؟؟
فانا وصوتك يا قمري...فكرة وقلم....روح وجسد.....نبض وقلب....قيثارة ولحن....أرضا وجاذبية...
أوَ هل رأيت ملاكاً بلا جناحين....؟؟
أوَ هل رأيت صباحاً بلا شمس..؟؟
أوَ هل رأيت عاشِقَين بلا همس...؟؟
هكذا أنا دونك....وبدون صوتك........وهكذا أنا أعيش على صفو همسك....
أفهل أخطأت..؟؟ وإن أخطأت ....فقد أبلغتك سابقاً...إن لم تكن لي يوما عاشقا دسني بالأقدام...
علّني وقتها أفيق من سباتي....لأترجم الآهات بدلا من الخفقات...ولأمحو صوتك من مخيلتي ومن دفتر الذكريات....يا صوت الحب والممات...

أحببتك أكثر



ومن بين كل الرجال أحببتك أنت..
ومن بين كل الوجوه انتظرتك أنت....
وعندما وجدتك توقفت عندك ...حدّقت فيك...تأملتك أكثر...
عندها أيقنت أني أضعت الدنيا في محراب عينيك...واني أحببتك كل يوم أكثر...
أيقنت أن عينيك هزمتني منذ اللحظة الأولى
وان يديك أسرتني منذ اللمسة الأولى
وانك استعبدت قلبي منذ الهمسة الأولى
لا لم تكن الأولى...بل قبل ذلك بكثير..
منذ زمن بعيد..
فحبي لك لم ينبض منذ بضع سنوات
حبك وجِدَ معي منذ الولادة....بالفطرة..
وهبهُ الله لي مع أول زفرة تنشقتها في الحياة..
تكوّن بالتدريج مع تكون أعضاء جسدي..
فلا تعجب إن أحببتك كل يوم أكثر...
فمهما طال صمتي ...وزاد احتراقي...
ومهما أضرمت الدنيا نيرانها في فؤادي...
فأنت يقيني...وسرابي...
أنت محرابي وقت العبادة...وصلاتي وقت النجاة..
أنت بحري العميق...الذي يتمناه كل من في العشق غريق..
أنت أطيار تصدح بالغناء كل صباح...ونجوم تعانق السماء تهديها أحلى الأفراح...
أنت خريطتي التي استهدي بها عند الضياع..
أنت مصطلحاتي اللغوية...
أنت حروفي الأبجدية...وقاموس أشعاري الأزلية...
فما قيمة عيشي إن لم احبك كل يوم أكثر..
قد نغيب عن بعضنا كما لغروب...وقد تفرقنا الأيام والدروب...
لكن يبقى شي يجمعنا ...هو عشق الروح والقلوب....
فلا تحزن على فراقنا...ولا تيأس..
فما وضعت السين نهاية اليأس إلا لتكون بداية السعادة...
فعسى أن تكون سعادتك مشرقة كما الشمس..
بقرب من أحببت...وأهديته النفس وكل الهمس...
حبيبي...يا ذهبي القلب...أحببتك أكثر.
فكلما رفّ عليّ اسمك كانت قصائدي اشعر...
وكلما ناضلت في سبيلك...فاح في حبك عبق المسك والعنبر
وكلما قررت إنهاء الحكاية أعود واشتاق إليك أكثر...فأكثر
احبك...احبك كلمة أتغنى بها كلما ضاقت بي الدنيا...
احبك كلمة أسمعك إياها وأذكرك بها حتى وأنا ادخل قبري..
احبك يا ملاكي...يا كل حياتي...أحيك يا كل دنياي..ويا أغلى من عرفت..
حبيبي....لا تبتأس...فأنت معي...
تظل حولي...تلتصق بي.....تعانق نفسي....تبزغ قمراً في ليلي...
حبيبي....إحساسي لا يوصف عندما كانت تلتقي عيناي...بعينيك...
فأرى فيهما أبعاد الشوق...
ومعاني الحب...أرى فيهما صمت الجوري....وشرود السماء....
أرى فيهما إبرام صفقة أبدية....وميثاق حب أزلي...
فإن صمتي أطبق على كلماتي....سأنشدك لحناً حتى الأزل...
أحببتك أكثر...وأكثر وأكثر..

الحبُ سيد الأحكام...


عاث الفؤاد في المرار والألم...وقضى قتيلاً يسطّر أشعاراً بنزف القلم...
فحكايتي سفينةٌ تاهت في وسط البحار...ما بين وصل وهجر أغرقها الهُيام...
هجرتْ دنياها واكتفت بشاعرٍ ولهان...ولم تجد من ينجيها حتى الحبيب الهُمام...
ما عادتْ تُطيقُ صمتاً وذكرت لأوراقها...من أشعلَ في القلبِ فتيلَ الغرام..
من نظرةٍ...همسةٍٍ...لا بل نبضة في الأضلعِ ...اسكنها عالم الأحلام..
حواها كما الدم ينبض في الشريان...حوتهُ روحاً متناغم الانسام...
جعلتهُ آلهةً في معبدِ القلب....وانكرتْ آلهةَ الشمس والقمر حتى الأصنام..
فضّلتهُ على نفسها وتحدت لأجله ..جيوشاً في المعارك الخِضام...
فروايتي للحبِ لم تكن محبرةً وأقلام....ولا بعثراتٌ في الهواء وكلام...
فأنا تائهةٌ ودروب عشقي أضاعتني....حتى أسكنتني متاهة الأوهام..
فدعنا قبل الرحيل نرتبُ للأحلامِ سريراً...ينجبُ إشراقاً على مدى الأعوام..
دعنا نتصافى ونمحو العتبْ...دعنا نشعلُ قنديلاً ينيرُ العتمة ويمحو الظلام...
فحينما كنتَ تندغمُ في أحضاني...كنتُ انتشي كأرض عطشى لقُبلِ المُدام...
كنتُ أخشى إذا نمتُ أن أفيق... فلا أجد بجانبي سوى بقايا رُكام..
فأنتَ لم تدرك يوماً صدقَ محبتي... فخسرتني وأضعتَ عمري في وسط الزُحام..
حملتكَ في أجفاني...وحميتكَ في وجداني....وراعيتكَ بكل طيبٍ واهتمام...
طعنتَ وفائي بشكٍ زائفٍ....ولففتَ حول عنقي طوقَ إعدام...
فكل ما نُسِبَ لي أكاذيب باطلة...ودليلي حبٌ لم يخن أو يسعى لانتقام...
لكنكَ لم تكن يوماً لي...ويدك واصلت تلويحها بالوداع بكل موعد غرام...
فآه من شبحِ وداعكَ الذي كان ...يطاردني في كل صفو أو صِدام...
فأنا ما كنتُ يوماً أسيرا لأحد....لكن الحب استعبدني كفارسٍ مِقدام...
سلّمكَ ذاتي ...وكل حياتي...وكأنكَ ملكتَ الحب يا سيدَ الكِرام..
فأنا ما هُزِمتُ يوماً...ولا شكوتُ ضعفاً..وبفخرٍ أهديتك راية الاستسلام..
فلِما تكبرتَ على حبي..وانكرت هوىً... فداكَ بالعمر وشفاكَ من الأسقام...
فها أنتَ ماضٍ وفي يديكَ فؤادي...ردَّ قلبي إلي وامضِ في سلام...
فمهما سافرت أو ارتحلتْ....لن تجد من يفقه مزاجكَ بهذا الإلمام...
ولن تجد أنثى تعشقكَ مثلي...إن بحثتَ في الغربِ أو حتى بلاد الشام....
فمهما ابتعدنا حبيبي في المكان....سنبقى روحين بجسدٍ حتى تفنى العظام...
ألهي...يا من خلقتَ الحبَ في الأنام...وكأنها بوحُ قُبلةٌ فاعتصام...
خذ بيدي فأنا هائمةٌ بالحسرات....بلوعةٍ على شوق المقام...
صبرتُ على المصاعب دوماً كما....يصبرُ الطفلُ ساعة الفِطام...
ونلتُ المجد لنائبةٍ في الهوى....كلمحةِ خيالٍ في أقصى المنام...
فإن بالغتُ بما صُغتُ ولم تكنْ عاشقاً....فها أنا طوع أمرك دسني بالأقدام...
واستبحْ دمي واقطع ما كان من أوصال.....واكتب وصيتي قبل إصدار الأحكام...
وإن شهدتَ لي بصدقي...فعرّف عن اسمي كنهاية ...ومختصر للكلام...
وإن فهمتَ رسالتي يا ترجمانَ الزمان...فحررني يا سيدي من هذا الرَغَام...
فأنا واللهِ ما ذقتُ طعم الهوى إلا معك...وسيبقى قصر خافقي لك مهما زادني السُهَام...
فقضيتي يا عاشقين ليست لأي إنسان.... وسيبقى الحبُ في زماني سيدَ الأحكام....
فدع عنكَ لومي وارحل يا فلان....واتركني لأقدارٍ علّها تخفف ما بي من ألآم...
واذكر حسن مفاتني وطيبَ أخلاقي...وخفق قلبي الذي أسمعك ارق أنغام...
واذكرني بكل حرفٍ مهما أبعدنا الزمان....ومهما طالت أعمارنا وزادنا الإهرام...
واذكر ليلةً بكى فيها القمر....حينما أرخى الليل سجوفهُ وغطاهُ الغَمام....
وخذ مني النصيحة كما هي....إياك وعشقُ اثنتين مهما ضاقت بك الأيام...
فهواهما نار وحيرة...إجحاف وغيرة...وجمعهما هو ما كان صعب المرام...
فلومي ليس لك...ولكن!!...لحبٍ شدَّ وثاقنا بشغفٍ وبلحظةٍ أرخى لنا الزِمام...
فأنا واللهِ أحببتكَ بصدقٍ...وأذيعها على الملأ وأقرّها ببصمةِ الإبهام....
فلا تحرق سطوري...ولا تبكي الزمان...فأنا راحلةٌ ولك مني كل حب واحترام....

صــمت الملائـــكة..


يقولون عني جننت
واني لحبك قد أدمنت
وباني في ساحاتك قد هزمت....
فماذا بنفسي يا ترى قد فعلت...؟؟
ماذا بحقك قد فعلت...؟؟
ربما لففت خصلات شعري حول ذراعيك
أو قرأت الشعر يوما من عينيك
أو أطلت يوما لومي عليك...
لعل جنوني قد أرهق أيامك
أو زاد أحلاما لم تكن بحسبانك
أو أن أناملي زاد إطباقها على هضابك
فماذا فعلت سوى... إنني أحببت...!!
أنني بحبك قد جننت..!!
فاغفر لي زلاتي...
وسامحني على هفواتي..
فانا ما زلت طفلة....لم تكمل الثلاث سنوات بعد
ما زلت اجهل كيف اسرّح شعري
كيف أُطبق ليلاً أجفاني
دون حكايتاك يا قمري
تعودت على ترانيمك المخمليّة
وعطورك المنعشة الجنونية
زفراتك الغاضبة مني
تنثرني
تبعثرني
تمزقني
تبعثني أشلاء كما المطر...لكنني أحببتك
استهتارك يقتلني
يعذبني
يجعل أفكار ي الطائشة من الجوف تنحرني...لكنني أحببتك
فما ذنبي إن أحببتك..؟
وما ذنب جنوني يا جنوني
إن زاد كل يوم في حبك..؟
وما ذنب عينيّ إن أسكرتها نظراتك
وهذه الشفتان ماذا عساهما تفعلان..
فما عادتا تثملان إلا من شهدك
****
سيدي الشرقي
أعرافك الشرقية ما عاد تهمني
ودواوين عشقك في الأخريات ما عادت تهمني
وعدم ذكر اسمي بينهم أيضاً... ما عاد يهمني
فانا الأسماء كلها
والحروف كلها
والأبجديات من ألفها إلى ياءها
ما خضتُ يوماً معركة...ومعاركي فيكَ تُبَجّلْ
وما طبعتُ ديوانَ شعرٍ
وحروفي كلَّ يومِ تصبحُ فيكَ أجملْ...
وما شربتُ يوماً كأسَ نبيذٍ
وفي عينيكَ كلَّ يومٍ اثملْ...
فمَنْ أنت..؟؟
وما قصتي معك...؟؟
صدّقني لقدّ صرتُ اجهلُ..!!
اجهلُ نفسي...اجهلُ ذاتي...
مخيلتي...وكلَّ تحوّلاتي
ما عدتُ اعرفُ نفسكَ من نفسي
ولا روحكَ من روحي
ولا حتى إحساسكَ من إحساسي
نحنُ متشابهان....متناقضان...
نختلفْ ...نفترقْ....نحرقُ الماضي..
ونعودُ من جديد نستعيدُ الذكرياتْ
ونقلّبُ كلَّ ما كانَ مِن صفحاتْ
نسترجعُ كلَّ عُهودنا.... والقُبلاتْ
ونرمي كلَّ ما سلف من تواشيح مزلزلاتْ
تَعودُ لتغوصَ في عينيّ كما السمكْ
لتثيرَ بسحركَ مقلتيّ ...ما أجملكْ
ما أروعكْ...
ما أفصحكْ...
ما أبلغكْ بلا كلام
كما القمر عالي المُقام
ما أجهلكْ بِذا المَلاك....على الدوام
فدعْ الصمت جانباً.... لن يُحرقك
قلبي لهيب شوقٍ في الشتاءِ دفأك
خصالُ شعري في الظهيرة تُظللك
فما الملاكُ يفعل يوماً إن صمت..؟
وما الجداول تنفعُ أن أغرقت
بركان حبٍ في الضلوعِ يحترقْ...
فلا الهوى... ولا النوى..
ولا خناجر للقلب كما السهامُ تنطلقْ
لن أرهقكْ...لن أتعبكْ...
هاكَ ذراعي... في العَنا يُوسّدك
يا سيدي الشرقي
كفاكَ تعنتاً.... كفاكَ تكبراً
كفاكَ غروراً على القمر...
أحببْ نساءَ الأرضِ من حولي
وذُبْ كالشمعِ في المُقلِ
وطارحْ سريرَ الهوى مع الفجرِ
لكن إياكَ أن ترمي ملاككَ العذري
إياكَ أن تحرق الثلج في صدري
إياكَ أن تكذبَ يوماً....وتقول انكَ كرهتني
أو انكَ يوماً لم تحبني....
ربما طفولتي المتأخرة قد أجهدتك...؟؟
أو أن أرجوحتي المجنونة يوماً قد أرهقتك...؟
أو أن لومي الأحمق
قد أربكَ ذاتك ... وتمنيتَ لو أنني متْ...
لا داعي لأن تقولها... فأنا سأقولها عنكَ أنت...
تبجّلْ وأدعو معي....علي
لعلَّ ربي في الأعالي يسمعك....
يا ليتني رماداً يفني برياح
أو قطرةَ ماءٍ في قعرِ الأقداح
أو صوت يهمسُ "احبكَ".....
ثم يزولُ كما الصباح
يا ليتني كلمة كتبتْ على ورقةٍ ومحيتْ
أو صفحة في دفتركَ بُليتْ
أو دمعةُ حزنٍ من مقلتيكَ سقطتْ
وما عادتْ تكررت....
يا ليتني ما ولدتُ يوماً....ولا بحبكَ غرقتْ
ويا ليتَ ملائكتي عن السماءِ ما نزلتْ
ويا ليتَ الموتَ يأخذني من نومي....
لعالمٍ أيامه قد طالتْ...
فإن تركتني يا سيدي الشرقي
لِمن سأنثرُ شَعراً عليكَ تعوّد
لِمن سأغزلُ منهُ خاتماً
حولَ أصابعكَ تدوّر....
لِمن ستسدلُ ستائر الليل
وظفائري ما زالت لم تنثرْ...
لِمن سأحكي حكايةَ عشقٍ
ما عاشها قيسٌ أو عنتر...
لِمن...لِمن...؟؟
لمن يا صمتي ستتكلم....
لِمن تكتبُ يا قلمي وكلَّ سطوركَ
به تتغزل....
كلّ حروفكَ يا حبري صارت به أجمل
صارت أيامي به اجزم..
صارت سنيني أشعّ وما عادت تظلم...
صار كلّ العمرِ به يَحلو
حتى إن طالت أيامي ....
وظللتُ طوالَ العمرِ بهِ احلم
سأظلُ كلَّ يومٍ احبكَ أكثر...أعشقكَ اكتر
وأموتُ فيكَ أكثر .... وأكثر...

الخميس، 10 أبريل 2008

ســـامحني...



ســـامحني
سامحني على ما بدر فحبك بقلبي تعدى حدود الخطر
سامحني يا سيدي ....ولا تسألني عن الخبر
سامحني يا من أهديتك من بستاني أحلى الزهر
سامحني يا من لوّنت أزهاري بازهى عطر
يا من شكلّت وجداني كصلصال ليس بحجر
ورسمت ألحاناً على قلب أشبه بالقفر
سامحني على ما بدري فاتهاماتك جعلت قلبي ينفجر
جعلت حلما بقلبي كاد أن يكتمل فانكسر
تركتني للوعة والحيرة ولجرح له في القلب ألف اثر
سيدي...في بعدك طابت لعيوني السهر
فطال ليلي وكأني مفارق لكل البشر
غَفِلتْ عني العيون وفكرتُ ملياً أن انتحر
لكن ضياءً أنار دربي على مداد البصر
بعدما خسرتُ حياتي وكان الكون تلاشى واندثر
فحاولتُ استجماع قواي وترك أفكاري في العواذل تنحصر
سامحني فلم يعد القلب يدري كيف من روحه يعتذر
فكيف لي نسيان ما جرى يا من قلبي لك مستقر
كيف لي نسيان ما جرى ودموعي تذكّرني وهي تنهمر
ألهي.... يا من زرعت الحب قلبينا كما الزهر والشجر
أحمنا من كل عاذل حاول تفريقنا برداء من الغدر
فأنا ما كنت يوماً ممن يبحث عن الجواهر والُدرر
ولا ممن يستجدي الحب على الأرصفة من الفقر
ولا كنت ممن تحضى بوعد انك لي على مدى الدهر
فحبي لك خالصٌ من أي مصالح في يومنا تذكر
حبٌ جنوني...قوي...تحدى جيوشا ولم يقهر
مال لم أدركه كيف لحبنا أن يذوب كالشمع ويصهر

بزيفِ أكاذيب لفّوها حولي أوقعتني في الأسر
بعثرتنا أشلاء كحطام في الأزقة تبعثر وانتشر
حطمتْ قلبينا كزجاج بيد طفل كُسِر
ماذا دهاكم يا من تدّعون أنكم من البشر؟
ما بالكم ترمون البراءة بالفسق والفُجر؟
ما بالُ ضمائركم ماتت منذ زمن وسكنت كل قبر
أوَ تعتقدون أن الظلم سيدوم ويغير ما كتب القدر؟!
لا..وألف لا... وحياتكم مهما طال عمري أو قَصُر
سأذيقكم طعم جرحي....بل ضعفين وأكثر
وسيبقى حبنا وليدٌ....يزداد كل يوم ويكبر
ولتدم المحبة والألفة بيننا ..في السر والجهر
وهذا كلامي وإخطاري...ورسالتي سامحني بالمختصر